إن مرحلة استقبال طفل حديث الولادة تُعد من أكثر اللحظات روحانية وعمقًا في حياة الأسرة، فهي تحمل مشاعر الفرح والامتنان وفي الوقت ذاته مشاعر الخوف والحرص على سلامة هذا المولود الصغير. ولهذا لجأ المسلمون منذ القدم إلى صلاة من أجل سلامة الأطفال حديثي الولادة لما لها من أثر نفسي وروحي كبير في حماية الطفل وتمتين العلاقة بين الأسرة والخالق. فالدعاء والصلاة ليسا مجرد كلمات، بل هما وسيلة لطلب الطمأنينة والسكينة وحفظ المولود من المرض والشرور.
تشير النصوص الدينية إلى أن الدعاء للطفل منذ لحظاته الأولى يعد من السنن المباركة، حيث وردت أحاديث تحث على التحصين والاستعاذة بالله من الشرور. وتعد الصلاة وسيلة اتصال مباشرة بين العبد وربه، يشعر من خلالها الوالدان بأنهما يقومان بأعلى درجات المسؤولية الروحية تجاه مولودهما. كما تشير الدراسات النفسية الحديثة إلى أن الطقوس الروحية تعزز الشعور بالأمان وتخفيف القلق، وهو ما ينعكس إيجابًا على المحيط العائلي خلال فترة استقبال المولود الجديد.
الدعاء للمولود الجديد يدخل في باب التحصين وطلب العون، وقد وردت أدعية مأثورة يستخدمها المسلمون لحماية أطفالهم. وفيما يلي مجموعة من أهم الأدعية التي يمكن للوالدين قولها أثناء صلاة من أجل سلامة الأطفال حديثي الولادة:
يمكن للوالدين أداء هذه الصلاة في أي وقت، ولكن يُستحب أداؤها في الأوقات التي تُستجاب فيها الدعوات مثل الثلث الأخير من الليل أو بعد الصلوات المفروضة. وتتضمن الصلاة نية خالصة، ركعتين لله تعالى، ثم الدعاء للمولود بما تيسر من أدعية الحفظ والسلامة.
| نوع الدعاء | النص | الفائدة الروحية |
|---|---|---|
| دعاء التحصين | أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة | الحفظ من الأذى والشرور |
| دعاء الصحة | اللهم ارزقه الصحة والعافية | تقوية الجانب النفسي والطمأنينة |
| دعاء التوفيق | اللهم اجعله من عبادك الصالحين | طلب الهداية والصلاح للمولود |
في إحدى الدراسات التي أجريت على عائلات في الشرق الأوسط، وُجد أن الأسر التي تمارس الطقوس الروحية مثل الدعاء والصلاة حول أطفالها حديثي الولادة تشعر بنسبة أعلى من الطمأنينة مقارنة بالأسر التي لا تمارس تلك العادات. وقد أظهر التقرير أن 70% من العائلات لاحظت تأثيرًا نفسيًا إيجابيًا للدعاء في فترة ما بعد الولادة، مما انعكس على استقرار الوضع الأسري وتقليل التوتر.
إن صلاة من أجل سلامة الأطفال حديثي الولادة ليست مجرد طقس ديني، بل هي وسيلة للتخفيف من القلق وتعزيز الروابط الأسرية. كما أن الأدعية تبقى إرثًا روحانيًا يرافق المولود منذ لحظاته الأولى، ويحمل معه معنى الحماية والرعاية الإلهية. لذلك، يُستحب للوالدين الاهتمام بالأدعية والتحصينات اليومية، لما لها من أثر كبير في حياة الطفل والأسرة بأكملها.